على وقع المجازر التي يتعرض لها المدنيين من قبل النظام السوري على مدار خمس سنوات منذ انطلاق الثورة السورية، وتحول الوضع إلى حالة مأساوية يعيشها السوريون كل يوم على أصوات الانفجارات والقصف العشوائي، تعاظمت الاحتياجات الإنسانية للمواطنين نتيجة ارتفاع حدة المواجهات واستمرار الأزمة الإنسانية.
دولة قطر لعبت دوراً محورياً في توجيه المساعدات الإغاثية العاجلة إلى الشعب السوري، وبذل كافة الجهود لتخفيف معاناتهم، فما زالت تخصص كل أشكال الدعم لإنقاذ المدنيين والمساهمة في إعادة إعمار بعض المناطق المدمرة، وتأهيل سكانها عبر حزمة مستمرة من المشاريع والمساعدات.
بالإشارة إلى استهانة النظام السوري بحياة المدنيين وقصف المناطق المزدحمة بالأبرياء عشوائياً، فقد قدمت قطر ممثلة بصندوق قطر للتنمية منحة بقيمة 10 مليون ريال قطري، لدعم جهود الإغاثة للمتضررين في مدينة حلب.
المساعدات الإغاثية العاجلة جاءت على ضوء تعهد دولة قطر البالغ 100 مليون دولار أمريكي والذي أعلن عنه في مؤتمر المانحين في المملكة المتحدة، وتلبية للاحتياجات الانسانية العاجلة للمدينة المنكوبة على ضوء التطورات التي تعرضت لها خلال الفترة الأخيرة.
ومنذ أن بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في سبتمبر الماضي في سوريا، أولى صندوق قطر للتنمية أهمية بالغة بتقديم المساعدات العاجلة للمناطق المحاصرة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية القطرية وبالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة، فقد سيّر قوافل إنسانية موجهة لتلك المناطق تحمل مواد تموينية وأغذية وكذلك خدمات طبية، وتوفير سيارات إسعاف ومستلزمات وأدوية طبية ومستلزمات مخصصة لطواقم الدفاع المدني.
المساعدات القطرية وغيرها من المشاريع الإغاثية تنفذ طبقاً للمعايير الدولية للمساعدات الخارجية الإنسانية، ليتم اعتمادها من قبل منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية لتكون ضمن خطة الاستجابة الإنسانية.
صندوق قطر للتنمية يقدم الدعم اللازم للمشاريع الإغاثية في المناطق السورية المحاصرة والمتضررة انطلاقاً من رؤيته بمساعدته في تحقيق الاستجابة السريعة والفعالة للمتضررين من الكوارث والأزمات حول العالم، كما أن الصندوق ينشط في إغاثة المدنيين بحكم التزاماته الإنسانية التي تندرج ضمن إسهامات دولة قطر واهتمامها البالغ بتوفير الأمن وتحقيق الاستقرار للسورين.